جهاز حماية المستهلك يحذر من «أعشاب سعيد حساسين»، خبر قرأته فى جرائد الأمس واندهشت من كلمة «يحذر».. هل تمخض الجبل فولد فأراً؟!   سنوات وسنوات ووزارة الصحة تتقاعس وتطنش وللأسف أحياناً تتواطأ، سنوات والكل يقدم بلاغات ضد «حساسين» وتحفظ فى الأدراج، سنوات والاتهامات الموثقة تنشر ويقرأها الجميع وتستعرضها المؤتمرات والمنتديات وجلسات النميمة، ولا يحدث شىء وفى النهاية حماية المستهلك تحذر!! يا سلام سلم جهاز الحماية بيتكلم، مبارك يدخل السجن ومرسى يدخل السجن وحساسين أقوى من مرسى ومن مبارك، صامد يبتسم للأفق اللازوردى!   ما سر حساسين الذى يقدم أعشاباً غير مصرح بها من وزارة الصحة ويشرح علاجات وهو ليس طبيباً ويمارس الحجامة الممنوعة بأمر القانون ويمتلك قناة فضائية خاصة فى نفس الوقت الذى لا يستطيع فيه الأزهر أن ينشئ ربع قناة!، تفتح له قناة المحور ساعات وساعات على الهواء كما فتحت من قبل المجال لمدرس تربية رياضية أن يمارس الطب ويعالج الناس ويمارس جرائم إكلينيكية على الهواء تحت سمع وبصر القناة وها هى تكرر نفس الجريمة وبنفس المذيع، أين وزارة الصحة من تلك البوتيكات المنتشرة فى ربوع مصر والتى تبيع أعشاباً لكل شىء وخلطات دجل لأى مرض بدون رقابة؟ أين وزيرة الصحة من المراهم والكريمات والبرطمانات العجيبة التى تشفى الإمساك والإسهال وفيروس سى والضعف الجنسى وسقوط الشعر مثلها مثل شربة الشيخ على التى كانت تباع فى الموالد وكأنها ترياق السحر؟! نريد تحليلاً من معامل الوزارة والمركز القومى للبحوث لهذه الأعشاب، هل مسموح بفتح مثل هذه المراكز التى تسمى تجاوزاً صيدليات؟   ما الضوابط التى تسمح لعشب بأن ينزل للسوق بدون أن يمر بالمراحل الإكلينيكية السليمة؟   ما الضمانات التى تحمى أكبادنا من الأفلاتوكسين الذى يسبب السرطان والناتج عن سوء التخزين؟   أسئلة نطرحها فى زمن الفوضى التى من الممكن أن نحتملها فى أى شىء إلا الصحة.